فهيم الصوراني

تأتي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصين لتؤكد على تسارع التوجه الروسي نحو الشرق، وازدياد عمق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، استكمالا لخطوات سابقة جرت خلال الأعوام الماضية.

يتفق المحللون السياسيون الروس على حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد في ولاية بوتين الجديدة، لكنهم يختلفون بتفسير خطوة الرئيس تغيير وزير الدفاع وتعيين آخر من خلفية اقتصادية مدنية.

تصر الحكومة الجورجية على أن قانون العملاء الأجانب ضروري لمنع زعزعة استقرار الوضع السياسي في البلاد، في حين ترى المعارضة وقوى المجتمع المدني أن السلطات ستستخدم القانون لقمع الأصوات الناقدة.

يرى محللون روس أن السيطرة الروسية السريعة والمباغتة على محور خاركيف فتحت الباب أمام توقع اقتراب إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لمصلحة موسكو، وذلك تزامنا مع ازدياد الميل الأوروبي نحو إنهائها.

يرى خبراء عسكريون روس أن خسارة أوكرانيا مدينة خاركيف ليست محفوفة بتقليص الأراضي فحسب، ولكن بانخفاض الإمكانات الصناعية أيضا، وسيشكل ذلك نقطة تحول فارقة في الحرب الروسية الأوكرانية.

أعلنت روسيا أنها ستجري تدريبات على استعمال الأسلحة النووية التكتيكية، ويوضح خبراء أنها تسبب ضررا لا يمكن إصلاحه وأن موسكو ستلجأ لها كملاذ أخير في حال انتهاك أوكرانيا قواعد الاشتباك القائمة حاليا.

تتزامن فترة رئاسة بوتين الحالية مع ذروة المواجهة مع الغرب واستمرار الضغط الروسي لخلق نظام عالمي متعدد الأقطاب، بالإضافة لاستمرار الحرب في أوكرانيا وتحمل موسكو عقوبات دولية كبيرة، وهو ما ذكره في خطابه.

تعد روسيا الدولة الوحيدة في العالم التي تتمتع بمساحة شاسعة لكنها تواجه مشكلة تناقص عدد سكانها. وتشهد البلاد جدلًا واسعا منذ تسعينيات القرن الماضي حول سبل حل المشكلة الديموغرافية.

تعزز الزيارات الرسمية المتبادلة بين موسكو والخرطوم العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث يسعى كل منهما للحصول على دعم سياسي من الآخر في أزماته التي يمر بها، وهو ما يرتبط أيضا بمصالح اقتصادية وإستراتيجية.

شكلت العقوبات الاقتصادية المتتالية التي فرضها الغرب على روسيا بسبب ضم القرم عام 2014 ومن ثم شن الحرب على أوكرانيا في 2022 أهم سلاح لدفع موسكو إلى التراجع عن خيار الحرب لحل أزمتها مع أوكرانيا.